عدد الرسائل : 1987 العمر : 36 الموقع : منقوش على كفه الديانة : افتخر بمسيحى تاريخ التسجيل : 27/02/2008
موضوع: التوبه مصدرها الله للقديس ترتليانوس الثلاثاء مارس 18, 2008 12:18 pm
هناك أنواع من الناس ، قد كنا من ضمنهم فيما مضي ، عميان محرومون من نور الرب ، لا يرون في التوبه سوي شعور روحاني مؤلم يتولد من الندم علي قرار سابق . أنهم بعيدون عن أن يكون لديهم فكرة معقولة عن التوبه بقدر ما هم بعيدون عن مصدر العقل ذاته . فالعقل من الله ، وليس هناك من شيء الا وكان بترتيب سابق من الله خالق كل الاشياء ، جعلها مرتبة بطريقة معقولو؛ كما لا يوجد شيء الا ويجب حسب أرادة الله أن نفهمه و نتأمله بعقولنا . فيتبع ذالك أن الذين يجهلون الله يجلهون عمله ايضاً ، طالما لم يكن هناك كنز في متناول الغرباء . فاذ يسيرون في الحياة بدون قيادة العقل ، لا يعرفون كيف يتفادون العاصفه المرتقبه فوق الدهر . ما أغبي ممارسة هؤلاء الناس للتوبه ؛ ويكفي لتبيان ذالك هذا الأمر وحده ، فأنهم يطبقون التوبه علي أعمالهم الحسنة ، يندمون علي أمانتهم وعلي محبتهم وعلي حسن نيتهم، وعلي صبرهم وشفقتهم عندما يسلكون في هذه الفضائل بسبب ناكر الجميل . أنهم يلعنون أنفسهم لأنهم صنعوا خيراً . أما الندم علي أخطائهم فانهم لا يعنون به كثيراً . لو كانوا كأناس يعرفون الله يبدوأون يتقدير فائدة التوبه ، لكانوا يمتنعون عن الخطيه اذ تمسكهم مخافة الرب . فاءنه حيث لا توجد مخافة لا يكون أصلاح للروح؛ وحيث لا يوجد أصلاح روحي تكون التوبه باطله لأنها لا تأتي بالثمر الذي جعلها الله من أجله ، أي خلاص الأنسان . لأن الله نفسه ، بعد كل تلك الأخطاء العظيمة التي اقترفها البشر منذ أدم ، وبعد أن حكم علي الانسان وطرده من الفردوس وأخضعه للموت ، عاد سريعاً الي رحمته تعالي وخص في ذلك العقوبه في ذاته . فمزق الصك وتعهد بالمغفة لصنعة يديه صورته . جعل لنفسه شعباً أغدق عليه من خيراته الوفيرة ؛ وبالرغم من نكران الشعب للجميل مرات كثيرة ، كان يحثه علي التوبه فتكلم بفم الأنبياء ، ووعد بالنعمة التي بها ينير العالم بروحه القدوس في أخر الايام ، ورتب أن تأتي معمودية التوبة أولاً حتي تكون علامة سابقه لأولئك الذين تدعوهم نعمته للموعد الذي وعد به جنس ابارهيم . ويوحنا لا يخفي ذلك حينما قال " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات " ( مت3: 2) ، لان الرب كان مزمعاً أن يأتي بالخلاص للامم حسب الموعد . وكان يوحنا السابق يبين التوبه التي تطهر النفس ، حتي تزيل التوبه كل أدناس الاخطاء القديمه وكل نجاسات القلب البشري التي انطبعت فيه الجهل ، وتطردها خارجاً . وهكذا يعد هيكل القلب لكي ينزل فيه الروح القدس ويسكنه بخبراته السماوية . وكل هذه الخيرات تتلخص في واحد : خلاص الانسان بعد محو الجرائم السابقه . هذا هو هدف التوبه ؛ أنها التي تباشر مصالح الرحمة الالهيه لان ماينفع الانسان يخدم الله هذا هو هدف التوبه ( خلاص الانسان بعد محو الجرائم السابقه