معلومة دينية

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

الكتيبة الطيبية

دقلديانوس و مكسيميانوس من أشهر الأباطرة الوثنيين الذين اضطهدوا المسيحيين .كانا يسيطران علي الشرق و الغرب واتخذوا لهم جنودا من شباب جميع الشعوب الخاضعة لهم و كان من بين كتائب الجيش كتيبة تعرف بأسم الكتيبة الطيبية وسميت بذلك لأنها من مدينة طيبة بالأقصر و كان معروفا عنهم الشجاعة و الإخلاص

و لما أعلنت بعض القبائل من فلاحي فرنسا العصيان علي مكسيميانوس امبراطور الغرب عام 286م و أراد أن يقمع ثوراتهم أرسل إلي دقلديانوس لكي يرسل له الكتيبة الطيبية فأرسلها له , و بوصولها إلي إيطاليا أرسل قسما منها إلي الحدود مع فرنسا و قسما أخر إلي الحدود مع سويسرا استعدادا للطواريء .


و كان مكسيميانوس معتاد أن يذهب إلي المعبد ليلة المعركة و يبخر للأوثان, و يطلب رضي الالهه و المعونة و كان لابد أن تتم بعض الطقوس الدينية الوثنية و لذلك أمر الإمبراطور الكتيبة الطيبية أن تصحبه إلي المعبد لتشاركه التبخير للأصنام و لكن رجال الكتيبة كانوا مسيحيين متمسكين بربهم بحب عميق أعلنوا رفضهم .

و أمام هذا الرفض أمر الإمبراطور جنوده أن ينظموا الكتيبة الطيبية وقوفا في صفوف و يجلدوا العاشر من كل صف ثم يقطعوا رأسه .
و هكذا قتل عشر الكتيبة متوهما أنه سيخيف الباقين ولكن هؤلاء اتفقوا فيما بينهم أن يكتبوا خطاب له وقعوا عليه جميعا جاء فيه

"أيها القيصر العظيم نحن جنودك ولكننا في نفس الوقت عبيد الله نحن ندين لك بالخدمة العسكرية أما الله فندين له بولاء قلوبنا نحن نأخذ منك الأجر اليومي أما الله فسننال منه الجزاء الأبدي أيها القيصر العظيم .......لا يمكننا بحال من الأحوال أن نطيع الأوامر المخالفة لله.وما دامت أحكامك متفقة مع أحكامه تعالي ننفذها أما متي تعارضت مع أحكامه فلن نقبلها لأنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس

وولاؤنا لأوامره فوق ولاؤنا لكل الأوامر مهما كان مصدرها لسنا ثوارا فالأسلحة معنا و يمكننا الدفاع عن أنفسنا و نعصيك و لكننا نفضل أن نموت أبرياء عن أن نعيش ملوثين و نحن علي أتـم الاستعداد لتحمل كل ما تصبه علينا من أنواع العذاب لأننا مسيحيون ونعلن مسيحيتنا جهارا"

و لما قرأ الإمبراطور هذا الخطاب و رأي ما فيه من أتزان و جرأة لم يزد إلا غيظا و أمر بقتل العاشر مرة أخري و حين كان الواحد منهم يسمع أسمه يرمي أسلحته علي الأرض و يقدم ظهره للسياط و عنقه للسيف و هكذا أفني مكسيميانوس عشر الباقين

علي أن هذا البطش لم يشبع شهوة الإمبراطور فأمر الباقين أن يصحبوه إلي المعبد ليبخروا للأصنام و لكن الذين كانوا أحياء من الكتيبة لم يرهبهم قتل زملائهم ولم يترددوا بل أعلنوا تمسكهم بمسيحيتهم و رفضوا الخضوع للإمبراطور

و عندئذ أشتعل غيظا و أمر بإبادة الكتيبة بأكملها أينما وجد أفرادها وهكذا.....أعمل الجنود الرومان سيوفهم في رقاب الجنود و الضباط المصريين....ولم يبقوا منهم علي أحد .
فأنطلق هؤلاء الطيبيون من كتيبة الإمبراطور الغاشم إلي صفوف المنتصرين من خدام الملك المسيح

وهكذا............ استشهدوا في أماكن مختلفة البعض بشمال إيطاليا و البعض بسويسرا و البعض بفرنسا


بركتهم تشملنا جميعا أمين

ميرسى ليك مايكل ربنا يباركك