السؤال الخطير

السؤال الخطير

كان ذلك يوماً آخر فى حياة الوالى الرومانى . اعتاد بيلاطس ان يترك قيصرية ويأتى الى أورشليم فى فترات الأعياد ، وذلك لكى يشرف بنفسه على الأمن والنظام فى المدينة ، ولكى يمنع أعمال الشغب التى تقلق أمن تلك المستعمرة الرومانية .
واعتاد بيلاطس كذلك ، من وقت إلى وقت ، أن يأتى إليه وجهاء اليهود والمسؤولين الدينيين بأشخاص أتهموا بجرم أو بآخر ، ليحكم فى شأنهم فيحكم للبعض بالجلد ويسجن البعض ويقتل البعض الآخر .
لذلك لم يهتم بيلاطس كثيرا لما جاء إليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب بيسوع ، فهو شخص آخر يثير الشغب ، بل حتى يزعم انه ملك ، وما أكثر ما رأى بيلاطس من هؤلاء .
لكن حين بدأت المحاكمة ، سرعان ما اكتشف بيلاطس انه أمام رجل غير عادى ، فبالرغم من ملامحه البسيطة ، إلا انه يبدو هادئاً وثابتاً فى وجه متهميه . سأله بيلاطس أن يجيبه بكلمة وان يدافع عن نفسه ، أما يسوع فقال " لم يكن لك علىَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق " . والأعجب من هذا ، أن فى منتصف المحاكمة أرسلت أمرأة بيلاطس إليه قائلة " إياك وذلك البار . لانى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله " .
أحس بيلاطس بالرهبة أمام يسوع ، وعلم انه غير مذنب ، وطلب أن يطلقه ، لكن ضغط الجموع كان يزداد وأصواتهم تعلو : " أصلبه .. أصلبه ". حينئذ قال بيلاطس هذه الكلمات الشهيرة : " ماذا أفعل بيسوع الذى يدعى المسيح ؟ " أجاب الجمع : " أصلبه أصلبه أصلبه ! ".
وهكذا انتهت أعظم محاكمة فى التاريخ ، عندما حكم بيلاطس على يسوع بالموت على خشبة الصليب . ومع انه قال " إنى برئ من دم هذا البار " غير أن بيلاطس سيعطى حساباً لما جنته يداه ، ويا لويل ذلك الحساب ..
" ماذا أفعل بيسوع الذى يدعى المسيح ؟ "
أخى وأختى .. ها الرب يسألك أنت هذا السؤال اليوم : ماذا تفعل بيسوع ؟ قال أحدهم : ( إن فى كل قلب عرش وصليب . إن كانت النفس على العرش ، يكون المسيح على الصليب . وان كانت النفس على الصليب ، يكون المسيح على العرش ).
أخى وأختى ، إن أصوات العالم من حولنا ، تنادى أن يبقى يسوع ، ذلك الرجل المسكين الذى مات مصلوباً وبكى عليه الكثيرون ، بل أنهم ما زالو يبكون حتى اليوم . وإن بقى يسوع مصلوباً ولا يتكلم ، يكون الإنسان هو سيد نفسه ورب حياته . فيفعل ما شاء ، ويحيا لنفسه غير مدرك أن هناك أبدية .
هل هذا مكان يسوع فى قلبك ؟ هل تغيرت حياتك بسبب ما فعله الرب على الصليب من أجلك ؟
قال الرب يسوع " وأنا إن ارتفعت أجذب الىَّ الجميع ". فهل تجاوبت مع جاذبية يسوع إليك ؟ وهل لبيت نداه لك ؟
عزيزى : من يجلس اليوم على عرش قلبك ؟ أنت أم المسيح ؟
يبقى لك ذلك السؤال العظيم : ماذا تفعل بيسوع الذى يدعى المسيح ؟