peter adel فلك مميز
عدد الرسائل : 465 العمر : 37 الوظيفة : بكالوريوس تجارة انجليزي عين شمس الديانة : مسيحي تاريخ التسجيل : 22/10/2008
| موضوع: +++ يسوع الذي أحبنا إلي المنتهي +++ الجمعة أغسطس 14, 2009 1:40 pm | |
| "أنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم.. لأني أعطيتكم مثالا"(إنجيل يوحنا 13: 14) .
يسوع المسيح يغسل ارجل تلاميذه .
قبيل آلام الرب كانت بين تلاميذه مشاجرة من يكون فيهم أعظم؟ أما نفسه الحزينة وانكسار قلب, فلم يتسع لها مكان في أفكارهم المضطربة ومناقشاتهم المنحرفة! وكم هو عجيب يا معلم أننا في الجهالة وضعف الأفكار, نفعل ما كانوا يفعلونه في تلك الليلة! فلا نري الصليب الذي كان في ملامح جبينك الظاهر, وتُخفي عن أعيننا الجلجثة التي كانت تطل من عينيك الساهرتين.[/b] .
وعندئذ كانت اللمسة الرقيقة في خدمة غسل الأرجل ليلة العشاء الرباني! وقد كانت لتلك الخدمة ظل ورمز قديم. ففي سفر "الخروج" يقول الرب لموسي "خذ هارون وبنيه أمام المذبح, واغسلهم بماء". فالمغسل كان أولاً ثم المذبح ثانياً. غسل الماء مبكراً ابتداء ثم الذبيحة هي إشارة إلي خدمة يسوع ليله ألامه. إذ إنه كرئيس كهنة يملك في بيت الله, ويخدم المسكن الحقيقي غير المصنوع بأيادي الناس, كان أمامه أن يغسل كهنته الجدد من كل ضعف قبل أن يشتركوا معه في خدمة العهد الجديد. وهكذا كان, انه قبل الجسد المكسور والدم المسفوك لرفع الخطايا والتكفير, قد سبق غسل الأيدي والأرجل من التعديات والإساءات المتكررة كل يوم في جهل وعدم معرفة.
[/b] .
وكانت أيضاً خدمة محبة. فلم تستطع ريشة يوحنا الإنجيلي أن تعطي صورة حية لمعلم بأكثر من هذة العبارة "يسوع أحب خاصته الذين في العالم إلي المنتهي"! فالكراهية تكشف عيوب الآخرين وتدينهم, لا تصلح ما فسد, لا تحتمل الأخطاء ولا تغسل الدنس. أما المحبة فتتأني وترفق, لا تغضب ولا تفرح بالإثم, وتستر الخطايا والذنوب. وإذا كنا نعلم جيداً قيمة المحبة وعاطفتها في لحظات وداع الأباء والأزواج والأولاد, فيمكن أن نتصور لهيب محبته وهو يحاول أن يترك لهم شهادة تذكرهم به في أخر لياليه معهم قبل الألأم!
[/b] .وكانت خدمة تواضع ترمز بوضوح إلي سر التجسد العجيب. فقيامته عن العشاء يرمز إلي قيامه عن عرشه السماوي. وخلع ثيابه يرمز إلي خلع أمجاده الأولي. واتزاره بالمنشفة يرمز إلي اتخاذه جسد الضعف واخلائه نفسه في هيئة العبد! وفي تواضع لم يترفع يسوع أن يغسل ويمسح جميع الأرجل, حتي الإسخريوطي! فقد كان له نصيب في هذة الخدمة, ولكن الشيطان كان قد ملأ قلبه وحواسه وأفكاره العمياء البائسة. فما أنبل قلبك يا ملكي! إنك تغسل الأرجل الدنسة التي أسلمتك, والأقدام التي أسرعت وخانتك, والأيادي التي امتدت وباعتك, والشفاه النجسة التي قبلتك بالغدر والخيانة!![/b] .والخدمة ترمز أيضاً إلي خدمة الكنيسة, فإنه علي نفس المثال تقدر الكنيسة أن تغسل الذين يلوثون ذواتهم بأتربة هذا العالم, تغسلهم بالتوبة من كل ما يدنس ثيابهم البيضاء. وعلي المثال تجد نفس الخدمة من الأباء والرعاة نحو أولادهم ورعيتهم حيث ينبغي للقوي أن يحتمل ضعف الضعفاء, ويصلح الروحانيون بحكمة وتواضع كل من أنسبق فأخذ في زلة. وإذن لابد أن يكون هناك تفتيش دقيق, ولابد من وجود مياه جارية في المغسل بصورة مستمرة, ولابد من توبة صادقة واعتراف حسن بصفة دائمة. لابد منها جميعها طالما إننا ههنا غرباء نخطيء ونُعثر جميعنا, وذلك من أجل كل أخ وأخت مات المسيح لأجله.[/b] .فكم نحن محتاجين أن نذكر المسيح وهو يغسل أرجل تلاميذه ويخدم بهذة الصورة المجيدة, محاولين في ذلك أن نضع كل شيء حسب المثال وراء خطواته .. سالكين بروح التوبة والغسل الحقيقة التي كان الماء رمز لها كي نكون دائماً مستعدين بلا عيب وكقول الرسول "مرشوشة قلوبنا من ضمير الشرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي".[/b] | |
|