+++فوائد التجارب عظه مكتوبه لقداسه البابا شنوده +++

سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع الكل .

*** فوائد التجارب ***

التجربة شئ نافع ولولا منفعتها ما كان الله الشفوق يسمح بها....

كثيرون يريدون ان يكون طريق الملكوت سهلا مفروشا بالورود ولكن هذا عكس التعليم الذى شرحه لنا الانجيل المقدس اذ قال الرب فيه :

( ما اضيق البابا واكرب الطريق الذى يؤدى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه) ( مت 7 : 14 )

وقال ( فى العالم سيكون لكم ضيق ) ( يو 16 : 33 ) وقيل فى الانجيل ايضا ( بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله ) ( اع 14 : 33 )

هذه الضيقات نحتملها لكى نثبت اننا جادون فى سيرنا الى الملكوت ولكى ندخل الى هذا الملكوت باستحقاق لاننا بذلنا وتعبنا من اجله....

ان كان التلميذ يتعب ويكد لكى يحصل على شهادة دراسية....
وان كان كل صاحب عمل لابد ان يتعب لكى ينجح فى عمله....

هكذا الطريق الروحى : ينبغى ان نتعب فيه لنستحق الملكوت ...
وصدق الرسول فى قوله : ( كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه) ( 1 كو 3 : 8 ) ...والتعب قد نبذله بارداتنا او نحتمله ان وقع علينا بغير ارادتنا

وهكذا تكون التجارب التى يحتملها المؤمنون من اجل الله والثبات في محبته...وقد يكون بعضها فى مصارعة النفس من الداخل ..وبعضها فى تحمل الضيقات من الخارج

وهوذا القديس بولس الرسول يقول :
( بل فى كل شئ نظهر انفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات فى ضربات فى سجون فى اضرابات فى اتعاب فى اسهار فى اصوام) ( 2 كو 6 : 4 ، 5 )

فى الضيقات نشعر بالقوى السمائية الكثيرة المحيطة بنا فنتعزى
فنحن لسنا وحدنا مطلقا فى التجربة ولا فى وقت الضيقة بل تحيط بنا نعمة الرب ومحبته وتحيط بنا قوات الملائكة القديسين التى قال عنها الله انها تحيط بخائفيه وتنجيهم وتحيط بنا ايضا ارواح القديسين تشجعنا وتقوينا ...انها خبرة روحية

ومن فوائد الضيقات فى العالم اننا لانتمسك بمحبة هذا العالم مشتاقين الى السماء

ولو كان النعيم فى هذا الدنيا ما كنا نشتاق الى النعيم الابدى فى الموضع الذى هرب منها الحزن والكابة واتنهد حيث ( ما لم تره عين ولم تسمع به اذن وما لم يخطر على قلب بشر ما اعده الله لمحبى اسمه القدوس) ... ونحن كما قال الرسول :

( غير ناظرين الى الاشياء التى ترى بل الى التى لا ترى لان التى ترى وقتية اما التى لاترى فابدية) ( 2 كو 4 : 18 )

وفى التجارب يتلامس المؤمن مع محبة الله العاملة فى حياته

ان الله اذ يرى محبة الانسان له فى وقت الضيقة يكافئه بما يظهره له من حب وكم من قديسين تمتعوا بهذا الحب فى وقت الضيقة

فالقديس يوحنا الانجيلى راى تلك الرؤيا وهو منفى فى جزيرة بطمس من اجل الشهادة بكلمة الله ( رؤ 1 )

ما اجمل عبارات القديس يوحنا ذهبى الفم وهو يتامل قول القديس بولس عن نفسه ( انا الاسير فى الرب) ( اف 4 )

حديث جميل عجيب عن ضيقات وبركاتها

تحدث التجارب احيانا بحسد من الشياطين
وبخاصة فى ايام الصوم والتناول والحرارة الروحية

ان كان الانسان يستعد فى الصوم لكى يسلك سلوكا روحيا فان الشيطان يستعد ايضا لمقاتلته لكى يسقطه فى الخطية او فى الفتور....

اعنى ان الاستعداد هنا متبادل : استعداد من جانب الانسان للنمو فى محبة الله واستعداد من الشيطان لاسقاطه

ان الشيطان يحزن حينما يجد انسانا يسير فى طريق الله

لذلك ان حلت بك التجارب فى فترة الصوم لا تحزن فهذا دليل على ان صومك له مفعوله وقد ازعج الشيطان

بل ان بعدت عنك التجارب يمكن ان تتسال : لماذا يتركك الشيطان بدون تجارب ؟! هل احتقر او استصغر جهادك الروحى؟!

اعلموا ان ربنا يسوع نفسه حاربه الشيطان بالتجارب فى صومه الاربعينى

cross