المهندس حسن عامر
من 1962 الى 1967
ومن 1984 الى 1988
=============
رئيس مخلص ومحترم..اسمه حسن عامر
المهندس حسن عامر واحد من أبرز رجال الزمالك ، وقد تولى رئاسته أكثر من مرة .. وقد ترك بصمات واضحة فى كل مكان مما أصبح من الصعب معه نسيانه أو تجاهله ..
ليس بإمكان أحد أن ينسى المهندس حسن عامر أو يتجاهل دوره مع نادى الزمالك ..
ولا يرجع سبب عدم النسيان أو التجاهل إلى كون الرجل شقيق المشير عبد الحكيم عامر الذى ارتبط اسمه بنادى الزمالك كثيرا ، ولم يكن خافيا على أحد مدى حبه وعشقه للفانلة البيضاء رغم حساسية منصبه وأهميته كرجل ثان فى الدولة ..
نشأ المهندس حسن عامر فى أسرة شديدة الارتباط إلى الفريق حيدر باشا الذى يعود إليه الفضل فى تمصيره . وتولى عملية نقل النادى من مقره بدار القضاء العالى إلى منطقة مسرح البالون ، ويرتبط المهندس حسن عامر والمشير عبد الحكيم عامر بعلاقة قرابة معه ، فقد كان حيدر باشا ابن خال والدة المهندس حسن عامر ، وهى ابنة عمه ، وكلاهما ينتمى لأسرة اسمها الحينى ، وهى أسرة والدة المشير عامر والمهندس حسن عامر ، أما أسرة والد الأم فتدعى أسرة أبو الليل .
المهندس حسن عامر حكى تاريخ أسرته وقال : كنا خمسة أشقاء .. أكبرنا المشير عامر ، وأنا ومن بعده ، ثم شقيقى الدكتور فؤاد ، ثم شقيقتين .. والدنا كان مزارعا يمتلك 150 فدانا ، وقد نشأت أسرتنا فى إحدى قرى الصعيد ، وهى " اسكال " التى تتبع مركز سمالوط بمحافظة المنيا ، ومازالت أذكر أن فترة إقامتنا فى اسكال لم تمتد بنا طويلا ، إذ كان علينا أن ننتقل إلى المنيا لتستقر بها الأسرة استقرارا دائما نظرا لانتظام كل الأشقاء فى الدراسة فى مدارس المدينة ، ورغم أننا عشنا طويلا فى المنيا - وهى فترة تمتد إلى ما يزيد على العشر سنوات - إلا أنه كان يتعين علينا الرحيل مرة أخرى وكانت جهتنا هذه المرة هى القاهرة .. وجاء انتقالنا إلى القاهرة بعد أن أنهينا مراحل الدراسة فى المدارس ، وكان ينبغى علينا فى هذا الوقت الالتحاق بالجامعات .
وفى القاهرة .. التحقت بكلية العلوم جامعة القاهرة ، وحاول المشير الالتحاق بالكلية الحربية بعد حصوله على شهادة البكالوريا ، وتقدم لخوض الاختبارات المختلفة ، لكنه اكتشف يوم إعلان النتيجة أن اسمه غير موجود ضمن المقبولين ، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة له ، وعليه التحق بكلية الزراعة ، وظل فيها لفترة قصيرة ، إذ عاد ليتقدم لاختبارات الكلية الحربية بعد أن تم الإعلان عن قبول دفعة جديدة ، وعلى عكس ما حدث فى المرة الأولى تم قبوله ، وأصبح طالبا فى الكلية الحربية .
تخرج المهندس حسن عامر من كلية العلوم ، وبدأ حياته العملية بالالتحاق بمصلحة الكيمياء ، ثم انتقل إلى المصانع الحربية التى كانت فى مرحلة التأسيس .. ويقول حسن عامر : سافرت إلى بعثة فى ألمانيا لمدة عام ، وكنا نستعد للعودة للعمل فى مصنع للحديد والصلب يوفر احتياجاته للقوات المسلحة ، ومع عودتى كانت هناك بعثة جديدة فى إنجلترا ، وكانت هذه المرة لدراسة صناعة المعادن .
وبمجرد انتهاء البعثة .. أصبحت مهندسا فى شركة الحديد والصلب وتدرجت فى الوظائف المختلفة حتى أصبحت رئيسا لمؤسسة البناء والحراريات ، ثم رئيسا لمؤسسة البترول .
وفى عام 1967 توقفت عن العمل لظروف اعتقالى مع عدد كبير من أفراد أسرتى ، و كان ذلك فى نفس الفترة تم تحديد إقامة المشير عامر قبل وفاته مباشرة .
تولى المهندس حسن عامر رئاسة نادى الزمالك مرتين .. الأولى من عام 1962 إلى عام 1967 .. والثانية من عام 1984 إلى عام 1988 .
ويقول المهندس حسن عامر : ارتبطنا بنادى الزمالك منذ الصغر بسبب رئاسة الفريق حيدر باشا له ، ليس فقط لأنه أحد أقرباءنا ولكن - أيضا - لكون أهل الصعيد - بكل ما فيهم من نخوة - لابد أن يتعصبوا لكل من ينتمى إليهم ، فما بالنا بأن من ينتمى للنادى هو إنسان فى مرتبة خالنا.
وقد ظلت مسألة رئاسة المهندس حسن عامر لنادى الزمالك - بما يمثله النادى من وزن كبير فى ساحة كرة القدم والرياضة المصرية - تثير قدرا عظيما من الجدل والاختلاف من حولها ، ورأى فيها الكثيرون تجسيدا واقعا للمجاملة ، لأنه لو لم يكن الرجل شقيقا للمشير عبد الحكيم عامر ما كان له أن يتولى هذا المنصب ، ورأى آخرون أن المسألة طبيعية جدا ولا علاقة له بكونه شقيقا للمشير لكى يتولى قيادة نادى الزمالك .
والحقيقة .. أن المهندس حسن عامر تولى رئاسة الزمالك للمرة الأولى عام 1962 - أى بعد عشر سنوات من قيام ثورة يوليو وبعد أربع سنوات من تولى المشير عامر لرئاسة اتحاد الكرة المصرى - وكان وراء هذا قصة تعود بدايتها إلى مناسبة عامة هى حضوره لافتتاح مدرجات ملعب الكرة الجديد بمقر النادى فى ميت عقبة ، وكان ذلك فى 24 ديسمبر عام 1959 ، حيث أقيمت مباراة ودية بين الزمالك وفريق " دوكلا براغ " التشيكى ، وكان الرجل مجهولا للجميع ، ولم بعرف أحد أنه شقيق عبد الحكيم عامر الذى كان حاضرا للمباراة نفسها .
وبعد عامين - تقريبا - تصادف أن كان حسن عامر يحضر مباراة نهائى كأس الصعيد إلى أقيمت على كأس عبد الناصر ، وكانت فى نفس توقيت زيارة قام بها عبد الناصر إلى المنيا ، وحضر الرئيس المباراة وسلم الكأس للفريق الفائز ،وفوجئ حسن عامر برئيس منطقة المنيا لكرة القدم يفاتحه فى مسألة توليه لرئاسة نادى الزمالك ، وكان وراء هذا السؤال فهمى عمر رئيس الإذاعة الأسبق - والمعروف بانتمائه للزمالك - ورد حسن عامر بأن النادى يعانى من مشكلات ومتاعب ، وأنه لم يتعود على العمل فى جو مشحون بعدم الاستقرار ، ولم يقتنع الرجل بالموافقة على العرض إلا بعد أن حصل على تعهد من أغلبية الأطراف بأنهم سيتعاونون معه من أجل صالح النادى .
المهندس حسن عامر تولى المنصب فى ظروف عادية ، ولكنه قام بتركه فى ظروف استثنائية .. فقد تم اعتقال حسن عامر عام 1967 وظل هكذا حتى شهر نوفمبر ، وعندما خرج كان المشير عامر قد توفى فى 13 سبتمبر أى قبل شهرين من الإفراج عنه . وترك المهندس حسن عامر المكان بعد أن أصدر طلعت خيرى وزير الشباب آنذاك قرارا بتشكيل مجلس إدارة جديدة برئاسة المهندس محمد حسن حلمى .وابتعد حسن عامر عن النادى لسنوات طويلة حتى عاد إليه من جديد بخوضه الانتخابات عام 1984 ، والتى نجح فيها ليتولى الرئاسة لمدة 4 سنوات .
وقد ظل المهندس حسن عامر واحدا من الوجوه التى وثق فيها الجميع ومنحوها أكبر قدر من التقدير والاحترام ، وظل الرجل دائما واحدا من حكماء النادى الذين يستمع الكل إلى آرائه ويعملون على تنفيذها لأنها رؤية إنسان أحب الزمالك وضحى من أجله وكان فى كل ما يقوله يفعله يبحث عن مصلحة النادى وصالحه ولا شئ سواهما.
وهكذا ظل اسم حسن عامر - وبعد رحيله بسنوات- مثالا للنزاهة والتفانى والتضحية والإخلاص والحب الكبير لنادى الزمالك .
انجازات حسن عامر فى نادى الزمالك====================================
حسن عامر ترك نتاج جهده على كل ركن فى النادى وتقول الروايات أنه قام بجولة فى أعقاب انتخابه للمرة الأولى ، وكان برفقته فى الجولة الفريق أول سعد الدين متولى والمهندس
محمد حسن حلمى واللواء حسين لبيب ومحمد لطيف والمرحوم جلال قريطم ، ولاحظ أن المبنى الاجتماعى لم يتم تأسيسه بعد أن كان مجرد مبنى لا يحتوى أى شئ ، ولاحظ كذلك أن إستاد الكرة غير مستكمل البناء وتنقصه مدرجات من الناحية القبلة والبحرية ، وفى مكان آخر لاحظ وجود حفرة ضخمة فقالوا أنه حمام السباحة ، وأن العمل وقف به بعد الحفر لعدم وجود الموارد المالية .. ورد المهندس حسن عامر وقتها بأن مكان حمام السباحة ليس مناسبا ويحتاج إلى مكان آخر يتسم بالاتساع حتى يلاقى احتياجات المستقبل بالتوسع من حوله .. وهنارد من حوله مؤكدين أن النادى ليس فيه أى مساحات ، وأن المسئولين حصلوا على مساحة من الأرض - وهى واجهة النادى - بصعوبة شديدة بعد تدخل الرئيس
عبد الناصر شخصيا .
وفى هذه اللحظة قرر
حسن عامر المضى فى ضم الأراضى المحيطة بنادى
الزمالك لاقتناعه بأن مستقبل النادى وتوسعه فى النواحى الرياضية والاجتماعية وأداء رسالته بنجاح يتوقف على وجود الأرض .. وكانت أهم قطعة فى هذا الاتجاه هى تلك التى تملكها وزارة الأوقاف ومساحتها
18 فدانا .
وأجرى الرجل اتصالات مكثفة مع قيادات الدولة المختلفة وكان منها محافظ الجيزة ووزارة الأوقاف ووزير الشباب ، وتم مقابلة الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة آنذاك وجرى الاتفاق النهائى على بيع الأرض للنادى .. وصدر قرار مجلس مدينة الجيزة على بيع الأرض ، وبدأت الإجراءات التنفيذية تأخذ طريقها النهائى .
وبدأ النادى فى تسلم الأرض ، وأخذ فى بناء سور حولها ، وقام المهندس
حسن عامر - الذى كان يتولى رئاسة المؤسسة المصرية لمواد البناء - بمخاطبة شركةا لطوب الرملى لإقامة السور وهو ما تم بالفعل فى زمن قياسى .. وقام
حسن عامر بجهد كبير فى مخاطبة شركة التعمير والمساكن الشعبية لتقوم بتخطيط المساحة وملاعب كرة القدم وملاعب التنس وكرة السلة والطائرة وملاعب الكروكيه .
وبجهود مثمرة فى أكثر من اتجاه .. انتهى إنشاء حمام السباحة ، وأخذت الشركة المنفذة له فى إجراء التجارب النهائية الخاصة به فى أغسطس عام
1967 ، ليتم افتتاحه فى سبتمبر من نفس العام .
خلال فترة رئاسة
حسن عامر تم بناء أربعة مدرجات بالدرجة الثانية لملعب الكرة ليتسع 40 ألف متفرج ، كما تم تشطيب المبنى الاجتماعى وتأثيثه لاستقبال الأعضاء وتحول النادى إلى ناد إجتماعى بجانب النشاط الرياضى.
خلال رئاسة
حسن عامر للزمالك تحققت العديد من الإنجازات الرياضية ومنها فوز فريق الكرة ببطولة الدورى موسمى
63 /
1964 و
64 /
1965 ، وحقق نتائج مشرفة امام فرق أجنبية عالمية مثل وستهام وتوتنهام وسراييفو وأنتر نسيونالى ، وتحققت إنجازات مماثلة فى الكرة الطائرة وكرة السلة وأطلق على هذا العصر " العصر الذهبى للزمالك " .
وفى فترة رئاسته الثانية حقق النادى نهضة أخرى فى أكثر من اتجاه ومنها الحصول على بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى لأول مرة فى تاريخه .. وهكذا ظل سجل الرجل فى وجوده مع
الزمالك ناصعا حافلا بالإنجازات والأعمال الناجحة .. ولهذا كان الكل يقدره ويحترمه ويذكره دائما بكل التقدير والإعجاب ..!
....