طعام وتعزيه " سلسله يوميه من كلمة الرب "

زائر

"وقال للمدعوين مثلاً وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولي" ( لو 14 : 7 )

طعام وتعزيه " سلسله يوميه من كلمة الرب " Smile

إن المكان الذي يحبه الإنسان بحسب الطبيعة هو المتكأ الأول حيث يجد فيه لذة في الترفع والتعالي . والإنسان دائماً يريد أن يرفع نفسه ليرفعها في اتجاه أعلى ومضاد لفكر الله . وأنه لا يفرح ولا يسر إذا وضع في المكان الأخير ودائماً يبحث عن المكان الأول ويشعر بجرح كبير في كبرياء إذا أهمله أو أحتقره أحدُ وهو ببحثه عن هذا المكان إنما يبحث عن مكان لا يجد في المسيح الذي قال
" تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم "
( متى 11 : 29 ) .
وهو برهن على ذلك في يوم 13 عندما قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها فهو السيد والمعلم لكنه أنحنى و وصل إلي أرجل تلاميذه . فهو المتواضع الحقيقي و المطوب الحقيقي الذي عمل وعلم أخذ المكان الأخير وسط تلاميذه . هو الذي لاق به أن يعلم قائلاً متى دعيت من أحد إلي عرس فلا تتكئ في المتكأ الأول لعل أكرم منك يكون قد دعي منه فيأتي الذي دعاك وإياه يقول لك أعط مكاناً لهذا فحينئذ تبتدي تخجل تأخذ الوضع الأخير . بل متى دعيت فأذهب وأتكئ في الموضع الأخير حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك يا صديقي أرتفع إلي فوق حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك
" لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه ترتفع " ( لو14 : 8 – 11 ) .
لكي تريح نفسك أبحث دائماً عن المكان الأخير و الذي يختاره لك الله وتكون لين متجه إلي الله فعند ذلك لا تنشغل بذاتك أو ربما يخدعك قلبك فتقول لا أحد يهتم بي إذاً أهتم أنا بنفسي وأجد في البحث عن المكان الأول فمن المؤكد أنك ستدفع نفسك إلي أسفل . ولكن الأمر ليس التفكير في نفوسنا بل تذكر قول الرسول بولس في ( فيلبي 2 : 5 ) فليكن.. إنه تخلي عن مجده الظاهر ليصير إنساناً لقد كان هذا حقاً تنازلاً عظيماً . إن التواضع الحقيقي هو أن تكون مستعداً لا أن تُخدم بل أن تخدم بتواضع وهذا في واقع الأمر سام جداً إذ هو ثمر المحبة الإلهية العاملة في قلوبنا والله الذي يعمل في قلوبنا يجعلنا غير أنانيين بهذا نُسر قلب الله ويرفعنا . لان من وضع نفسه يرتفع يرتفع
له كل المجد

ميرسى جدا على الموضوع الجميل ده

زائر

مرسى ليكى كتير