"معا أمام الله".. مبادرة جريئة لحماية مصر من الفتنة
كاتب الموضوع
رسالة
Nancy Cat رقابة عامة
عدد الرسائل : 5274 العمر : 39 الديانة : I am proud Christians تاريخ التسجيل : 21/02/2008
موضوع: "معا أمام الله".. مبادرة جريئة لحماية مصر من الفتنة الأربعاء أبريل 30, 2008 3:25 pm
معا أمام الله".. مبادرة جريئة لحماية مصر من الفتنة الفتنة الطائفية خطر يتربص بالمصريين
هل حقا ارتدى المسيحيون في مصر السواد حزنا على دخول الإسلام؟، هل المسلم الملتحي يساوي بالضرورة شخصا سيئا؟ ، هل يربي المسيحيون أسودا في الكنيسة؟، هل أهم ما يشغل تفكير المسلمين في مصر هو ضرورة أسلمة المسيحيين؟.. هذه الأسئلة الجريئة وغيرها طرحها مجموعة من شباب مصر في مبادرة "المصارحة والمصالحة" التي دعوا فيها الجانبين للمكاشفة .. ليكتشف جميع المصريين أننا "معا أمام الله"..
محيط - أميرة محمد زكي
و"معا أمام الله" .. هي رؤية جمعت مجموعة من المدونين المصريين الشباب مسلمين ومسيحيين، عكس كل منهم مرآته ليرى ما في نفسه تجاه الآخر ليصارح ويصالح.
يقول ائتلاف المدونين في موقعهم على الانترنت: منذ أحداث الإسكندرية المؤسفة التي وقعت أحداثها المؤلمة في أبريل من عام 2005، وكل مصري عاقل ومنصف يجزم - بغض النظر عن خلفيته الدينية والاجتماعية والسياسية والأيديولوجية – أن مصر تواجه ما يبدو أنه أزمة طائفية حقيقية ، وأن هذه الأزمه تزداد اشتعالا بمرور الوقت وضحاياها من الأناس العاديين أصبحوا أمرا مسموعا ومرئيا.
كلنا مصريون
ومن خضم هذه الأحداث خرجت مبادرة بسيطة سميناها مصارحة ومصالحة، بدأتها مجموعة محدودة من المدونين والمدونات المصريين، وكانت محدودة الأثر في البداية، ولكنها حازت علي موافقة الكثيرين من المدونين ومن معهم في الوسط الثقافي .
وكانت مصارحة .. وهذا يعني أن المشاكل الطائفية لا يتم حلها إلا بجلوس الأطراف المتنازعة ليعبروا عن شكواهم وما يزعج كل منهم من الآخر، وهو مبدأ طبيعي ومعقول، فعندما يحدث خلاف يتصارح الناس ليتقاربوا وليفهم بعضهم البعض، وليعرفوا مواضع الصدق من الكذب وأشكال المظالم وما هو حقيقي منها وما هو ناجم عن سوء الفهم، ولكي يكتشفوا حجم الأساطير التي يطلقها كل فريق علي الآخر، والتي لا تسهم إلا في خلق شك وريبة تكفي أن تكون وقودا لإشعال فتنة من أي حجم، بسبب حادث بسيط قد يحدث يوميا من ضمن آلاف الحوادث العادية التي تحدث كل يوم . والمصارحة تؤدي حتما إلي فهم الآخر وفهم النفس أيضا، وهي تؤدي إلي إزالة مواضع سوء الفهم وبناء جسور الثقة ورأب الصدع والبحث عن جذور المشكلة، والتي قد تكون في أشياء أبعد ما تكون عن الدين أو الانتماء الطائفي الذي عادة ما يظهر في الواجهة عند اشتعال أية مشكلة طائفية .
والمصالحة تعني قبول الآخر رغم اختلافنا معه، وقبول وجوده والعمل علي مواضع الاشتراك والتوافق بينك وبينه، وهو يعني أيضا البحث عن الحقوق للجميع لأننا جميعا بشر وكلنا مصريون.
سوء تفاهم
وفي لقاء ببرنامج العاشرة مساءا الذي يذاع على قناة "دريم" المصرية، قال جهاد عبد العزيز أحد مؤسسي المبادرة الخمسة عشر: " الكلام في الدين تابو لا يمكن كسره، هذه اعتقاداتنا التي ربما خرجت من أنصاف المتعلمين من الديانتين .. والتي تفرض على الشخص ألا يقرأ في ديانة الآخر وهذا التعبير في حد ذاته قاسي ".
وأكد هاني جورج (أحد المشاركين في المبادرة) أن المصارحة ستؤدي إلى الدخول في المصالحة وكل ذلك لأننا معا امام الله.
وأبدى جورج تعجبه عندما اكتشف من خلال استطلاع حملة موقع المبادرة، أن بعض المسلمين يعتقدون أن القساوسة يرتدون الزي الأسود حزنا على دخول الإسلام مصر، وقال: " ضحكت على هذا الأمر مع أن القساوسة يلبسون الأسود قبل دخول الإسلام مصر أساسا " وأضاف: " من الأمور الغريبة أن المسلم عندما يأكل في مطعم يسأل أولا هل أصحاب المطعم مسلم أم مسيحي .. فلماذا".
أما الصحفية القبطية ماريان ناجي التي اشتركت في المبادرة فقالت: " كنا نتحدث عبر الانترنت وعندما تكلمنا بصراحة أكبر اكتشفنا أشياء غير صحيحة يعتقدها كل منا عن الآخر، وأن هناك أفكارا سلبية نتعامل على أساسها ولا نظهرها في تعاملاتنا .. مثلا انا كان عندي فوبيا من أي شخص ملتحي ، لكني اكتشفت أن هذا الخوف ليس صحيحا، وأن الملتحي لايعني أن يكون شخصا مؤذيا".
وتكمل الباحثة سامية اليماني المشاركة بالمبادرة الحديث وتقول: كنا نسمع من صغرنا أننا لايجب أن نأكل عند المسيحيين، وقاطعتها ماريان: لأن المسلم يخشى أن يضع المسيحي لحم خنزير في الطعام المقدم له دون علمه، أما المسيحي فيعتقد أن المسلم ربما يضع له مخدر حتى يؤثر على عقله ويتم أسلمته .
أسئلة مباحة
وقال شريف عبد العزيز : تغلبنا على الخوف من المواجهة .. وقررنا إباحة كل الأسئلة.. حتى الجارحة منها والتي تحمل اتهاما مثل اتهام المسيحيين بالخيانة والتعاون مع الدول الأجنبية، واتهام المسلمين بأنهم لا يشعرون بجارهم المسيحي .
وأضاف رامي كرم الذي ساهم بالمبادرة : تمت الأسئلة على أكثر من مرحلة، فمثلا نسأل المسلم بداية هل مسلمو ماليزيا أقرب لك أم مسيحو مصر، وإذا قامت حرب في مصر هل تعتقد أن المسيحيين لن يشاركوا فيها ، والى أي جانب سينضمون؟
ويعيب كرم على كتب التاريخ التي يتم تدريسها في مصر أنها اختزلت تاريخ المسيحيين في فقرات صغيرة . وتابع: اتفقنا في بداية العمل على عدة مبادىء منها احترام الآخر والنضج في التحاور ومواجهة الواقع، واتفقنا على ألا يؤدي طرح الأسئلة الى حالة من الغضب مهما كانت طبيعتها، لأن هناك "مواد " توضع على الانترنت فيها إساءات وصور غير صحيحة عن الديانتين . مظاهرات احتجاجا علي اعتناق زوجة قس للاسلام وأكدت ماريان ناجي أن من الانطباعات الايجابية التي كونتها المدونه لدي المسيحي عن أخيه المسلم ابتعاده عن الغيبة والنميمة وحبه الجماعية في أداء العبادات. ومن الإنطباعات الإيجابية التي تكونت لدى المسلم أن القبطي يتسم بالأمانة ويؤدي عمله بإتقان، فقد خرجنا بإجماع على أنه لدينا قاعدة مشتركة يسميها المسلمون مكارم الأخلاق أو الأخلاق الحميدة، ويسميها المسيحيون الفضائل وهي قاعدة مشتركة كنا نتجاهلها .
وأضافت : "أهلنا كانوا متخوفين من التجربة ورأوا أن هناك أشياء لا يجب أن تقال، ولكني أردت ان أقف على حقيقة ما يحدث، وهناك أشخاص أجابوا على الاسئلة الموجهة لهم بكل صراحة، وأقروا فعلا بقيامهم ببعض التصرفات الخاطئة تجاه الآخر، وأن مصادرهم عنه كانت غير صحيحة . وفي النهاية أكد جهاد عبد العزيز أن التجربة لم تجعلهم فقط يتصالحون، بل جعلتهم يتدينون اكثر، فمن الاسئلة المطروحة من كلا الجانبين استطاع كل طرف فهم دينه بصورة أعم وأشمل وأكثر وضوحا، حتى أنه قال: لقد شعرت أن إيماني أصبح أوضح وأصدق وأنبل".
مخاوف وآمال
وعن رأيه في الفكرة أوضح الناشط القبطي صاموئيل سويحة أن المادة الأولى من الدستور تنص على حق المواطنة وهو الأمر الذي تدعمه هذا المبادرة ، وأنها تحمل مواجهة للمتطرفين من الجانبين، وتمنى دعم المبادرة وتعميمها بشكل جيد وواسع، وأن يساعد الإعلام الفكرة بتغطيتها بصورة جيدة، لأن هناك مجموعات تحاول "هدم الوطن" ولكن المبادرة تحاول تعظيم المساحة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين .
وفي المقابل تخوف د. محمد رأفت عثمان العميد السابق لكلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية من أن تؤدي الأسئلة الجريئة التي تطرحها المبادرة إلى إشاعة الفتنة، وأكد أن الإسلام يطالب المسلمين بالتسامح والابتعاد عن العنف ومخاطبة الناس بالحسنى، مستشهدا بقول الله تعالى في القرآن : "ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " وقوله :" وجادلهم بالتي هي أحسن" .. وقال : " العنف ليس مقبولا في الإسلام إطلاقا، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في حياته عنيفا وكان رحيما حتى بالحيوان ، مطالبا المسلمين بالابتعاد عن الكلمات التي تنفر غير المسلمين من الإسلام.
"معا أمام الله".. مبادرة جريئة لحماية مصر من الفتنة